إعلانات
حرفان فقط.. بقلم المتصدر
الاربعاء - 20 حزيران - 2012 - 7:13 بتوقيت دمشق
التفاصيل

قد يكونا أجملَ حرفين في الأبجديَّة ..

الحاء إن اقترَنتْ مع الباء ، ليولـَدَ كائنٌ جميل اسمه الـ حب ..

هو بـحَرفيه عالـَمٌ كبير ، يختصر كل الأبجديات ..

حرفان مغروسان في الوجدان ، يشربان من ماءِ العاطفة حتى الإرتواء..

..

كلـُّنا أخذنا نصيبَنا من هذين الحرفين ، ولامَسَنا الحبُّ بشكلٍ أو بآخر..

فابتدأنا بعشقِنا الأعظم لمُبدع ِالأكوان

مروراً بذلكَ العِشق والدفء العائلي ، المُفعَم بالأمن ِ والأمان ..

وانتهاءً بذاكَ الحب العذري ، الذي يُدغدغ الجوارح ويُشَيطِن المشاعر..

كل هذا جميل ، ولكن قد نختلف في التأثـُّر والانفعال

الذي يتركهُ الحب في وجدان ِ كلٍّ مِنـَّا ..

فهناكَ مَن تومِضُ عيناهُ ببريق ٍ غريب

فيتحول إلى كائن ٍ شفـَّاف ، ينتقل من صحراءٍ مُجدِبة ، يسيرُ فيها وحيداً

إلى طريق ٍ تـَحُفُّ بها البساتين ، وتصدحُ فيها المعاني والأغاني والرَياحين..

سبحانَ الله خالق الحروف والمعاني .. سبحانَ مَن جعَلـَها تذوبُ بلطفٍ

وتنسابُ إلى أعماق ِ أعماقِنا ..

..

طبعاً ليس المقصود أن نتحوَّلَ في لحظة إلى قيس وليلى..

فهناكَ من يرى الحُبَّ عَطالة وبَطالة وتـَرَفاً زائداً

يمكن الاستغناء عنه ومتابعة المسير بدونِهِ

وسط هذا الضجيج المادي، والحياة السريعة الايقاع

التي لاتنتظرُ قيساً لينتهي من ليلاه

ولاترحم ليلى إن أطالت الوقوف على الأطلال ..

..

كِلا النموذجين موجودين في حياتِنا .. ولكن السؤال :

هل هناكَ نموذجاً ثالثاً معتدِلاً في انفعالاتِهِ ، يبقى متوازناً إذا مَسَّهُ الحُب

يمنحُ قلبَهُ فرصة ، وعقلـَهُ فرصتين ؟؟

يعني إن أحَبَّ ، لاينجرف في نهرِ العاطفة إلى الآخر، بل يبقى متمسِّكاً بضفـَّتيه

حتى ولو تدَلـَّتْ ساقاهُ غـَصباً عنه، وغاصَتا في تيَّارِهِ الجارف..

..

لكن وبعدَ هذا الكلام كلـّه :

سؤالٌ يطرحُهُ الكثيرون .. ماذا يبقى مِـنَ الحبِّ بعد الزواج ؟؟

هل يبقى مُلازماً صاحبـَهُ الذي انتقلَ إلى عالـَم ٍ آخر ، عالـَم الزوجية والأنوار...

أم يُودِّعُ صاحبَهُ عند باب القفص الذهبي ويغادر ، بعد أن أدَّى مهمَّتـَهُ بكلِّ نجاح ٍ واقتدار..

..

جَدلٌ كبير ، وكلامٌ كثير ، وثرثرة لاتنقطع ..لكن لايوجد جوابٌ شافٍ ..

ربما لايحبُّ المتزوِّجون الاجابة على هذا السؤال ، أو يخافوا من الاجابة

أو ربما تأتي الاجابات في معظمِها تهَكـُّمية ، هي أقرب للتهرُّب والهروب

..

هل غشـَّنا ذلك المدعو (الحُب) .. فغدَرَ بنا وغادَرَنا بعدَ أن وَرَّطـَنا ؟؟

أم أنَّ العَيبَ فينا ، حيثُ لم ننجح في استدراجـِهِ معنا إلى داخل القفص

واغلاق الباب بإحكام ، حتى لايفكـِّر ذلك الشقي بالهَرب..

وهل صحيح مايُقالُ عن ذلك القفص :

أنَّ الداخلَ إليهِ مفقود والخارج مولود ؟؟؟؟ !!!! ###

لايهم ..

بكل الأحوال ..المي بتكذ ِّب الغطـَّاس

ولابد من دف ثمن تذكرة الدخول إلى أيِّ مكان ترغبُ بدخولِهِ

ومن جيبكَ الخاص فقط عزيزي الداخل..

وعسى أن يكون الفيلم بالألوان

..

طيب ألا يحتاجُ ذلك الكائن الشفـَّاف ذو الحرفين

سقاية ً ورعاية ، حتى يبقى متوَهِّجاً كجمرةٍ تأبى أن تنطفىء

كلما نفـَخـْنا فيها من نسائم ِ حُـبِّـنا ، ازدادتْ توَهُّجاً وتألـُّقاً وحرارة ؟؟

أم أنَّ هذا الحكي نظري ، صعب التطبيق في زحمة الثواني والساعات والمواعيد..

أعتقد أنَّ المتزوجين مقصِّرون في إدراكِ أنَّ الحبَّ غاية ٌ في حَدِّ ذاتِه..

وليسَ مجرَّد وسيلة نركبُها إلى أقرب محطـَّة وكفا ، والحمدلله على سلامتكم..

الحُبُّ غايـة جميلة الأهداف ، عفيفة الأوصاف ، دائمة الإمتاع والإزهار

إن مَـنـَحناهُ فرصة ، وقليلاً من الوقت والصدق

وأشرفـْـنا على سقايتِهُ مع كلِّ شروق

ماءً صافية من ينابيع ِ انسانيتِنا ، وغذيناهُ من خيالِنا الواسع الخصب

فنـُحبط ُ مااستطعنا من طغيان الظروف ورَتابَةِ الأيام ووقع الحياة

التي تحاولُ كلَّ يوم ، طـَمْـرَ مشاعِرِنا ، تحتَ طبقاتٍ كتيمة من الغـُبار..

..

هي كيمياء خاصَّة ، ومعادلة انسانيَّة مؤلـَّفة من حرفين ..الحاء مع الباء

ننجحُ أحياناً في مَزج ِ عناصرِها ، ولكن للأسف غالباً مانفشل .

..

دمتم بخير


المتصدر

[email protected]

أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

أخبار أخرى من " مساهمات القراء "

5-8-2013
مسرحية خان العسل .. بقلم ريبال الزين
أسدلت الستار مؤخراً عن مسرحية خان العسل ببيان تنديد من الائتلاف الوطني "المعارض" "للمجزرة" التي قام بها مقاتلون ...


6-6-2013
القصير .. معركة الدفاع عن وحدة سوريا
القصير لكل من لايعرف أو يدرك أنها المعركة الحقيقية لإسقاط النظام لابد له من معرفة أن النظام لم ...


2-2-2013
سيدي الخطيب: قل لي إلى أين نحن ذاهبون؟
  لا ينكرٌ أحدٌ التفاف الغالبية الكاسحة من المعارضة والثوار على الأرض حول السيد معاذ الخطيب حين اختيرَ لقيادة ...

31-1-2013
غارة كشف القناع
  لعلّ النظام السوري أخطأ مرةً أخرى فلم يقتنص فرصة اختراق الطيران الإسرائيلي لأجوائه و يرد و لو بطلقة ...

28-1-2013
شاهد على مجزرة....
  السبت 26/1/2013 أصعب يومٍ مر علي في مسيرة حياتي, كنت أصلي الظهر و في الركعة الثانية سمعت صوت ...


19-1-2013
""مجزرة حلب ... آه على شبابنا يا عرب ...
  بعد يوم من مذبحة حلب الشهباء المنكوبة، كنت أقلب بيدٍ مرتعشة ركام الصور الدامية المدمية عبر نقرات المؤشر، ...


19-1-2013
العرب...أقلية في ســــوريا !!
  منذ بداية الثورة السورية، ومع كسر حاجز الخوف لدى السوريين، كل القوميات والديانات في سباق لإثبات وجودهم من ...


7-1-2013
أديش طالب بسيارتك؟.. بقلم آرا سوفاليان
  كانت جدتي ماري تأخذني معها الى الفرن او الى السوق او الى محل ابو ابراهيم اللحام في القصاع ...

30-12-2012
بعد كل مخاض ... ولادة
كتب بواسطة rest [email protected] قبل ولادة كل طفل ... أو مولود جديد على هذه ...

30-12-2012
ياوزير العدل
كتب بواسطة أحمد صوان [email protected] وزير العدل ( كائن منفصل عن الواقع ) في الوقت ...

30-12-2012
التناغم بين الاعلام السوري ورد الفعل الامريكي
كتب بواسطة osama [email protected] كلنا نتابع ما يحدث من تطورات متسارعة في دمشق وريفها ...


20-12-2012
محامو حلب الاحرار جنود الحق و العدالة و حماة للثورة.. بقلم المحامي مثنى ناصر
  ماحدث في درعا هز الوجدان والضمير العالمي واشتعلت الثورة بقدرة قادر وخرج الشعب يطالب بإسقاط النظام بعد أن ...

20-10-2012
قصة جمل الممانعة!.. بقلم: محمد كناص
  رسب خلف الطميشان في مادة التعبير! فضجت العشيرة على هذا النبأ وذهبت برجالها ونسائها تستفسر من المدرس عن ...

20-10-2012
رأي .. بقلم طالب العلم الكسندر
  كنت أشاهد حواراً سياسياً راقياً على محطة الميادين الفضائية بين عدة شخصيات معروفة من المعارضة السورية تمثل تيارات ...

20-10-2012
ديناصورات الألفية الثالثة .. بقلم: ماجد جاغوب
يقال دخل اللص الى المنزل وسرق ما خف حمله وغلا ثمنه في غفلة من اهل البيت وحالة الغفلة ...

20-10-2012
تحليل علاقة المعارضة والدور الخليجي في شؤون الثورة السورية.. بقلم: ملهم الكواكبي
  مقدمة : - القوى الخليجية النافذة, خصوصاً حكومتا قطر والسعودية, تنخرط بكل قوتها لتوجيه الثورة السورية في سياق, نرى ...