إعلانات
المطلوب من مجلس الشعب الجديد في سياق الإصلاح والتغيير.. بقلم كمال علي عيزوق
الجمعة - 25 أيار - 2012 - 18:30 بتوقيت دمشق
التفاصيل

كي لا يلدغ الناخب السوري من الجحر مرتين ، بل مرات عدة ، ولكي نرتدي ثوب القناعة وجلباب اليقين ، بأن في وطننا الجريح إصلاح حقيقي وليست مجرد أضغاث أحلام ،كما يراهن الكثير من المعارضين والمؤيدين ، ولكي تكسب سوريا الرهان الذي بدأته منذ عام ونيف ، ودفع الشعب السوري ثمنه باهظا من دماء أبنائهم الذكية، وأرواحهم الطاهرة ،على مذبح وحدة الوطن ،وحرية الوطن وكرامة الوطن ، ولكي نقنع ونبرهن للمواطن السوري البسيط ، قبل أن نبرهن للغريب بأن تضحياته ودماء شهدائه لم تذهب هباء ، هذا المواطن الذي تطحنه الأزمة المحنة ، ويقف صامدا عاضا على جراحاته ويعتصر ألامه ، متعثرا بدموعه بالشوارع أو في الطابور، ليحصل على بعض مقومات حياته ، كالغاز والمازوت والرز والسكر ..... والقائمة تطول .

ولكي نؤكد لسوريا الوطن وللشعب السوري العريق الأصيل ، وللقاصي والداني ، ممن وقف معنا أو راهن ضدنا ، بأننا فعلا شعب صنع ويصنع المعجزات عبر التاريخ ، والشواهد على خلود الشعب السوري ، وحضارته لا تعد ولا تحصى، ويكفي السوري فخرا بـأن تكون سوريا هي الوطن الأم الثاني لكل إنسان على وجه البسيطة .

يجب أن يقتنع الجميع من خلال مجلس الشعب بأننا فعلا صادقون في مسيرة الإصلاح والتغيير التي يجب أن تكون :

- ثورة حقيقية على الفساد الذي عشش في مفاصل الوطن على امتداد مساحته ،وأصبح ثقافة يتعايش معها المواطن والمسئول على حد سواء ، ثقافة أنهكت المواطن " الغلبان " الذي لم يجد له سند، من عضو مجلس شعب علق أماله عليه، أو وزير، أو مدير ،ولا حتى من شرطي سير.

- ثورة على الظلم الذي طال شرائح دون أخرى فتضخمت كروش وانخمصت بطون .

- ثورة على الرشوة والواسطة والمحسوبية وشراء الذمم والضمائر

- ثورة على برجزة السلطة، التي تجلت في المزارع، والمصالح والفلل والسيارات الفارهة والعيشة الرغيدة وغيره من البرستيج .

- ثورة على القفز من فوق القانون ، والنيل من هيبة السلطة ، فالإشارات الحمراء في الشوارع لا يعرف المسئولون لماذا وضعت ، ولا الخطوط البيضاء والصفراء .

- ثورة على الفوقية في التعاطي مع المواطن، الذي هو المدماك الأول في بناء الوطن، لأن الكثير من المسئولين يحسبون أن مراكزهم وصلت إليهم بتوصية إلهية ، غير قابلة للتغيير ، فكم من مسؤول عرش في منصبه، كما تعرش الطحالب على أشجار الغابة عبر السنين .

- ثورة على الشك الذي زرع في عقولنا بأننا شعب لا يمكن أن يواكب الحضارة الجديدة ، والتقدم العلمي الحاصل ، وبأننا لايمكن أن نساق إلا بالعصا، شعب غير جدير بالحرية وممارسة الديمقراطية.

- ثورة تمكننا من الإمساك بمفاتيح قيودنا الذاتية ،وغير الذاتية، وتمكننا من الولوج إلى أبواب الحرية، التي لا يحدها إلا القانون ومصلحة الوطن .

- ثورة تشعرنا بالمواطنة ، وأننا شركاء في هذا الوطن، شركاء في الحاضر ،والمستقبل، والمصير.

والمسئول مهما علت مرتبته، ليس إلا فردا من هذا الشعب، له من الحقوق والواجبات كما للمواطن، وهو بالنهاية ليس إلا خادما لهذا الشعب .

- ثورة تجعلنا ننام بملء جفوننا بأمن وأمان، لأنه بعدها لن يكون هناك قيود، ولا أغلال ولا عصا أمنيّة غليظة، إلا لمن ينتهك القانون، ويخون الوطن .

- ثورة تمحي أثار الاستغلال، وعودة الإقطاع بلبوس جديد، واللصوص بثياب المسئولية و السلطة، ويستخدمون تفويض الشعب لمصالحهم الخاصة .



من أجل كل هذا نحن بحاجة إلى مجلس شعب، يمثلنا بصدق وأمانة، مجلس شعب يتحلى بالشجاعة والقيم الأخلاقية، والسلوك القويم و الرشيد.

من أجل هذا على نواب الشعب ، الذين وضعوا أيديهم على الكتب المقدسة ، واقسموا اليمين، إن يصونوا هذا القسم، ويعملوا جاهدين على تطبيقه بحرفيته .وليعلموا بان الله وضمائرهم على أفعالهم شاهدين ، وسيسألون ذات يوم عن أعمالهم .

عليهم أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الوطن والمواطن، لأن الوطن والمواطن قلدهم وسام شرف تمثيله ، وأن لا يقعوا في أخطاء بعض من سبقوهم، ويتحولوا إلى معقبي معاملات على أبواب الوزارات ودوائر الدولة .

لأن المواطن الذي نزل إلى صناديق الاقتراع، وهو يعلم أنه يحمل دمه على كفه ،راهن على التغيير والإصلاح، وراهن على مستقبل مشرق، بعد زوال المحنة عن الوطن .

على كل عضو من أعضاء مجلس الشعب أن يتصالح مع نفسه أولا، وأن يتحلى بالشجاعة وروح المسؤولية، وحرية الضمير، ويختار بين أمرين لا ثالث لهما :

- إما الإقدام والنضال حتى النهاية ،لتحقيق آمال ناخبيه حتى ولو أدى به الأمر إلى السقوط على مذبح حرية الوطن والمبادئ .

- أو تقديم استقالته بشجاعة ،لأنه غير قادر على مواجه أعداء الوطن، وأن ما نعيشه ليس إلا وهم وقشور ديمقراطية ، من باب ذر الرماد في العيون .

وفي كلا الحالتين يكون قد أرضى ضميره وبر بقسمه .



إن مطالب كل السوريين أضحت واضحة للجميع، على مدى عام ونيف من أخطر مؤامرة مرت على سوريا، ولو تعرضت لها الولايات المتحدة بعظمة قدرها لأصبحت خمسين شظية ، هذه المؤامرة التي أعلنت أهدافها منذ عام 2003 ،عندما رفضت سوريا الانصياع للاملاءات الأمريكية المعروفة بوثيقة كولن باول، والتي تطلب من سوريا تغيير سلوكها، وأي سلوك يقصدون : أمن إسرائيل ، قطع العلاقة مع دولة إيران الإسلامية الصديقة ، ترحيل المقاومة الفلسطينية من دمشق ، والمساهمة في حصار المقاومة اللبنانية المتمثلة بحزب الله ، والسكوت عن استباحة العراق .

ولو أن سوريا وافقت من وقتها، أو حتى بعد اندلاع العنف في سوريا، لكانت سوريا في مقدمة قافلة العربان،منضوية بالركب الأمريكي الصهيوني بأمن وأمان ، لكن الكرامة السورية ليست مسألة للمفاوضات .



القيادة في سوريا راهنت على الشعب ، والشعب كان عند حسن ظنها، وراهنت على الجيش، وكان الجيش مثالا للشرف والإخلاص والتضحية للوطن وقضاياه المصيرية .

لذلك لابد من تحقيق أماني وآمال الشعب العربي السوري في الحياة الحرة الكريمة من خلال :

- فتح ملفات الفساد الذي يلتهم 30% من ميزانية الوطن .

- تحقيق الأمن الغذائي للمواطن وإيصال مستحقاته بطريقة لائقة تكفل له كرامته وتكفيه شر الإذلال والمهانة ، والعلم لم يعدم الوسيلة لتحقيق ذلك .

- تحقيق الأمن الصحي والرعاية الكريمة وخاصة للأطفال والعجز

- حق التعليم و الزاميته ومجانيته لكافة شرائح المجتمع .

- معالجة مشكلة البطالة بإيجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل، وخاصة المثقفين منهم

- تامين السكن اللائق بأسعار مناسبة، وتحسين الواقع الخدمي ومعالجة العشوائيات التي انتشرت كالنار في الهشيم .

- التوزيع العادل للثروة من خلال وضع خارطة زراعية وصناعية تشمل كافة المحافظات حتى تصبح كل محافظة عاصمة بحد ذاتها .

- محاربة الفقر، وتخصيص رواتب للعاطلين عن العمل، ريثما تتأمن لهم فرص عمل .

- ايلاء البحث العلمي الاهتمام الكافي ،وتوظيفه لخدمة التنمية الوطنية لأن سوريا تعج بالكفاءات والمبدعين .

- التركيز على تطوير الزراعة، ووضع الخطط الكفيلة باستغلال كل مساحات الوطن الصالحة للزراعة، وما أكثرها من مساحات وخاصة في المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية .

- الاستثمار الأمثل للموارد المائية، بحيث يتم استغلال كل نقطة مطر، أو جدول أو نهر، وعدم السماح بمرور نقطة ماء من مخصصات سوريا حسب القوانين الدولية خارج حدودها .

- التكامل الزراعي والصناعي حتى لا نقع في ما قاله يوما جبران خليل جبران : ويل لأمة تأكل ممالا تزرع وتلبس مما لا تصنع.

- تفعيل دور المرأة الذي كفله الدستور

- إلغاء كافة الأنظمة والقوانين، التي بنيت على فساد، وأضرت بمصالح شرائح واسعة من المجتمع السوري الفقير، وجيرته لمصلحة أصحاب النفوذ والملايين.

- مراقبة عمل الوزارات والتحقق من تنفيذ الخطط التنموية وحجب الثقة عن المقصرين.

- محاربة الإرهاب والتطرف والتعصب الديني، من خلال رفع مستوى البيئة الحاضنة له، والمتمثلة بالجهل، والفقر والأمية، وغياب دور الدولة ودور رجال الدين .

- الحفاظ على وحدة الوطن السوري بكل القوى والوسائط المتوفرة، وعدم التفريط بذرة تراب واحدة من حدوده التاريخية، وقضاياه المصيرية، وعدم السماح للمتآمرين، الذين باعوا أنفسهم للشيطان، وأعداء العروبة والإنسانية، بالتغلغل في جسد الوطن ، ومصادرة إرادة شعبه في الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية .

واختم بقول المفكر سيمون بوليفار عندما قال :

" الرجال ذوي الكفاءة ، والأمانة، المرشحين للمناصب العامة ، هؤلاء الرجال ، يجب أن يكونوا قرابين على مذبح الضمير ومبادئ القانون .



كمال علي عيزوق

[email protected]


أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

أخبار أخرى من " مساهمات القراء "

5-8-2013
مسرحية خان العسل .. بقلم ريبال الزين
أسدلت الستار مؤخراً عن مسرحية خان العسل ببيان تنديد من الائتلاف الوطني "المعارض" "للمجزرة" التي قام بها مقاتلون ...


6-6-2013
القصير .. معركة الدفاع عن وحدة سوريا
القصير لكل من لايعرف أو يدرك أنها المعركة الحقيقية لإسقاط النظام لابد له من معرفة أن النظام لم ...


2-2-2013
سيدي الخطيب: قل لي إلى أين نحن ذاهبون؟
  لا ينكرٌ أحدٌ التفاف الغالبية الكاسحة من المعارضة والثوار على الأرض حول السيد معاذ الخطيب حين اختيرَ لقيادة ...

31-1-2013
غارة كشف القناع
  لعلّ النظام السوري أخطأ مرةً أخرى فلم يقتنص فرصة اختراق الطيران الإسرائيلي لأجوائه و يرد و لو بطلقة ...

28-1-2013
شاهد على مجزرة....
  السبت 26/1/2013 أصعب يومٍ مر علي في مسيرة حياتي, كنت أصلي الظهر و في الركعة الثانية سمعت صوت ...


19-1-2013
""مجزرة حلب ... آه على شبابنا يا عرب ...
  بعد يوم من مذبحة حلب الشهباء المنكوبة، كنت أقلب بيدٍ مرتعشة ركام الصور الدامية المدمية عبر نقرات المؤشر، ...


19-1-2013
العرب...أقلية في ســــوريا !!
  منذ بداية الثورة السورية، ومع كسر حاجز الخوف لدى السوريين، كل القوميات والديانات في سباق لإثبات وجودهم من ...


7-1-2013
أديش طالب بسيارتك؟.. بقلم آرا سوفاليان
  كانت جدتي ماري تأخذني معها الى الفرن او الى السوق او الى محل ابو ابراهيم اللحام في القصاع ...

30-12-2012
بعد كل مخاض ... ولادة
كتب بواسطة rest [email protected] قبل ولادة كل طفل ... أو مولود جديد على هذه ...

30-12-2012
ياوزير العدل
كتب بواسطة أحمد صوان [email protected] وزير العدل ( كائن منفصل عن الواقع ) في الوقت ...

30-12-2012
التناغم بين الاعلام السوري ورد الفعل الامريكي
كتب بواسطة osama [email protected] كلنا نتابع ما يحدث من تطورات متسارعة في دمشق وريفها ...


20-12-2012
محامو حلب الاحرار جنود الحق و العدالة و حماة للثورة.. بقلم المحامي مثنى ناصر
  ماحدث في درعا هز الوجدان والضمير العالمي واشتعلت الثورة بقدرة قادر وخرج الشعب يطالب بإسقاط النظام بعد أن ...

20-10-2012
قصة جمل الممانعة!.. بقلم: محمد كناص
  رسب خلف الطميشان في مادة التعبير! فضجت العشيرة على هذا النبأ وذهبت برجالها ونسائها تستفسر من المدرس عن ...

20-10-2012
رأي .. بقلم طالب العلم الكسندر
  كنت أشاهد حواراً سياسياً راقياً على محطة الميادين الفضائية بين عدة شخصيات معروفة من المعارضة السورية تمثل تيارات ...

20-10-2012
ديناصورات الألفية الثالثة .. بقلم: ماجد جاغوب
يقال دخل اللص الى المنزل وسرق ما خف حمله وغلا ثمنه في غفلة من اهل البيت وحالة الغفلة ...

20-10-2012
تحليل علاقة المعارضة والدور الخليجي في شؤون الثورة السورية.. بقلم: ملهم الكواكبي
  مقدمة : - القوى الخليجية النافذة, خصوصاً حكومتا قطر والسعودية, تنخرط بكل قوتها لتوجيه الثورة السورية في سياق, نرى ...