إعلانات
الشرق الأوسط : المقاتلون المعتدلون في سوريا هدف للمتشددين الذين يستقطبونهم بالمال والسلاح والترهيب
الاثنين - 1 أيلول - 2014 - 11:43 بتوقيت دمشق
التفاصيل


انحسر وجود الجيش السوري الحر في شرق سوريا وشمالها، إلى مستويات متدنية جدا، مع ظهور تنظيم «داعش» الذي أقصى المعارضين المعتدلين من مواقع سيطرته، كما أقصى متشددين يختلفون معه «تنظيميا». وساهمت المعونات المادية التي تقدمها المجموعات المتشددة إلى المقاتلين وعائلاتهم، في جذب هؤلاء للانخراط في صفوفها، في ظل ضعف الإمكانات المادية عند الجيش السوري الحر وهيئة أركانه.

وتضاعفت إمكانات المقاتلين الإسلاميين العسكرية، مع الوقت، بشكل مطرد، في ظل اتساع نفوذهم وسيطرتهم على مناطق واسعة من سوريا غنية بالثروات، وفرت مقدرة مالية لهم. وكانت آخر الإمكانات، تسلم مقاتلين إسلاميين في حلب صواريخ أرض/ جو، بدأوا التدرب على استخدامها في ريف حلب هذا الأسبوع، حسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» أمس إن تلك الصواريخ المضادة للطائرات «تُطلق من على الكتف ضد المقاتلات الحربية والمروحيات، ويصل مداها إلى 4 كيلومترات تقريبا»، من غير تحديد اسمها.

ووسط اتساع نفوذ الإسلاميين في صفوف المعارضة، الذي بدأ ينسحب على مناطق نفوذ المعارضة كافة في سوريا، برزت حركة «حزم» كقوة منظمة، «أعادت بعض المقاتلين إلى صفوفها، وجذبت المقاتلين المعارضين غير المتشددين»، كما يقول مدير المرصد السوري، مؤكدا أن هذا الفصيل الذي كان أول من يمتلك صواريخ «تاو» الأميركية المضادة للدروع، واستخدمها في ريفي إدلب واللاذقية: «يستقطب في هذه الأوقات مقاتلين لا ينسجمون مع الكتائب الإسلامية، وبدأ عدد من المقاتلين في ريفي إدلب وحلب في شمال سوريا، ينضمون إلى صفوفه».

وتُعرف الكتائب غير المتشددة في هذا الوقت بالكتائب المنضوية تحت لواء «جبهة ثوار سوريا» التي يتزعمها جمال معروف، وتنتشر في ريفي إدلب وحلب، وصولا إلى المناطق المحاذية لريف حماه الشمالي، فيما يعد «جيش الإسلام» الذي يتزعمه زهران علوش، من الفصائل غير المتشددة، ويتمثل في هيئة الأركان التابعة للجيش السوري الحر، رغم أن مقاتليه من المتدينين.

وتقول مصادر في الهيئة لـ«الشرق الأوسط» إن صفة التدين «لا تعني أن المقاتلين متشددين، ويمكن تفريقهم عن (جبهة النصرة) أو (داعش)، لكنهم يعتنقون الإسلام مثل قسم كبير من السوريين، ويمارسون حياتهم الدينية بشكل طبيعي غير إلغائي»، رافضة وسم المقاتلين بـ«الإسلاميين الذين يقصد بهم الإسلام المتشدد».

ويمتد نفوذ «جبهة ثوار سوريا» إلى محافظتي درعا والقنيطرة في جنوب سوريا، حيث أعلن الفصيل أمس مشاركة كتائب تابعة له في العملية العسكرية في منطقة حدودية مع إسرائيل، أفضت إلى سيطرة المعارضة على معبر القنيطرة الحدودي مع هضبة الجولان السوري. في حين يرى ناشطون أن الكتائب التابعة للجبهة «لا يمكن أن تنزع عنها صفة التدين»، بدليل أسمائها، وخصوصا «كتائب أهل السنة» و«أسود السنة» و«سرايا عائشة» التي قاتلت إلى جانب مقاتلين متشددين في معركة واحدة ضد القوات النظامية في القنيطرة.

والى جانب «جبهة ثوار سوريا»، باتت «الجبهة الإسلامية» التي اندمجت فيها سبع كتائب بارزة، من التشكيلات المؤثرة في ريف دمشق والغوطة الشرقية، وريف حلب وريف إدلب وحماه. وتقدر بقوة يتراوح قوامها ما بين 45.000 و60.000 مقاتل تحت قيادة واحدة. وساهم إعلان اندماج الفصائل السبعة في تغيير استراتيجي في الخريطة الميدانية في شمال سوريا. ورغم أن صفة التدين تطغى على المقاتلين المنضوين في صفوفها، فإنها لم تعرف بأنها «راديكالية»، خلافا لـ«جبهة النصرة» و«داعش».

وخضعت فصائل المعارضة السورية المعتدلة لاختبارين أساسيين، ساهما في تقلص نفوذها. الأول تمثل في بروز «جبهة النصرة» في عام 2012 التي عرفت بتمويل مكنها من توفير دعم مادي للمقاتلين، فضلا عن توفير السلاح والذخيرة والتقديمات الاجتماعية الأساسية لعوائل المقاتلين وسكان مناطق خاضعة لسيطرتها. وتمكنت، بحسب مصادر المعارضة، من «جذب المقاتلين الذين كانوا يقاتلون في صفوف كتائب وألوية الجيش السوري الحر الذي كان يفتقد، ولا يزال، إلى التسليح».

أما الاختبار الثاني، فتمثل في ظهور «داعش» في مارس (آذار) 2013 الذي فاق «النصرة» دعما وتمويلا وتسليحا، مما مكنه من السيطرة على الأرض بفضل خبرات مقاتليه الأجانب، وامتلاكهم سلاحا نوعيا. وفيما لم يستطع «داعش» جذب المقاتلين المعارضين للقتال في صفوفه، بحكم «ممارساته الإلغائية وإعلانه نظام حياة يخالف طبيعة السوريين»، كما تقول مصادر المعارضة، بدأ بتصفية خصومه، مما دفع مقاتلين آخرين، وتحديدا من الجيش السوري الحر و«النصرة»، إلى الانضمام رغما عنهم إلى صفوفه، وإعلان مبايعته، على غرار ما حدث في الرقة ودير الزور في شهري مايو (أيار) ويونيو (حزيران) الماضيين، عقب سيطرته على مناطق واسعة في المحافظة الشرقية.

وإضافة إلى الخلافات الدينية والتنظيمية، وضعف التسليح، برزت أطماع الفصائل الإسلامية للسيطرة على مناطق واسعة متصلة بعضها ببعض في سوريا، وهو ما دفع «جبهة النصرة» لإعلان حرب على فصائل الجيش السوري الحر في ريف إدلب، تحت عنوان «ردع المفسدين»، في يوليو (تموز) الماضي، واستهدفت «جبهة ثوار سوريا» التي طردت من مناطق واسعة في ريف إدلب الغربي، حتى كاد ينحصر نفوذها في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب. وربط المعارضون ذلك الاستهداف بإعلان زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني قبل شهر من المعارك، نيته تأسيس إمارة إسلامية.

وردت «جبهة ثوار سوريا» على بيان «النصرة» باتهامها بمحاولة إعاقة تقدم مقاتلي المعارضة على الجبهات مع النظام. وقالت إن زعيم «النصرة» يسعى إلى «تشكيل إمارته على الحدود السورية التركية شمال إدلب». وجاء في بيان «جبهة ثوار سوريا» أن «النصرة» عمدت من أجل ذلك إلى مهاجمة «مناطق محررة تابعة لـ(جبهة ثوار سوريا)».

عكس السير


أضف تعليقك :
الاسم : *
التعليق : *
Keyboard لوحة مفاتيح عربية
ضع الكود الموجود بالصورة : *

أخبار أخرى من " أخبار البلد "

12-3-2015
انفجار ضخم اهتزت له المدينة .. إعلام النظام يتبنى تفجير نفق في حلب القديمة
علم عكس السير أن دوي انفجار ضخم سمع في معظم أرجاء مدينة حلب بعد منتصف ليل الأربعاء - ...


11-3-2015
حلب : تجول مقاتلي الفصائل المعارضة في قرية حندرات بعد السيطرة عليها ( فيديو )
حلب : تجول مقاتلي الفصائل المعارضة في قرية حندرات بعد السيطرة عليها ( فيديو )   عكس السير ...


11-3-2015
تفجير انتحاري لتنظيم "داعش" يستهدف مركزًا للوحدات الكردية بريف كوباني .. و 5 آلاف من النازحين يعودون للمدينة
قالت حسابات مقربة من "داعش" في موقع تويتر أمس الثلاثاء إن إنتحاري فجر نفسه قرب مركز لوحدات حماية ...


11-3-2015
سفير الأسد في صنعاء : نحن و اليمن في خندق واحد ضد الإرهاب
ثمن بشار صافية القائم بأعمال سفارة الأسد بصنعاء موقف اليمن في استضافته للاجئين السوريين والوقوف الى جانبهم في ...


11-3-2015
لحظة تدمير الجيش الحر دبابة لقوات النظام بصاروخ " تاو " على جبهة حندرات بريف حلب ( فيديو )
لحظة تدمير الجيش الحر دبابة لقوات النظام بصاروخ " تاو " على جبهة حندرات بريف حلب ( فيديو ...


11-3-2015
تحليق للطيران الإسرائيلي في سماء " وادي اليرموك " بريف درعا ( فيديو )
تحليق للطيران الإسرائيلي في سماء " وادي اليرموك " بريف درعا ( فيديو )   عكس السير ...


11-3-2015
التحالف يعلن عن قطع طرق استراتيجية يستخدمها تنظيم " داعش " للتنقل بين العراق و سوريا في تل حميس
اعلن التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الثلاثاء انه قطع طرقا يستخدمها التنظيم بين سوريا والعراق في منطقة تل ...


11-3-2015
معرض في الأمم المتحدة لصور تعذيب بشار الأسد للمدنيين في سوريا
تقيم بريطانيا وفرنسا وقطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة معرضا في الأمم المتحدة لصور مؤثرة التقطها مصور سابق بالشرطة ...


10-3-2015
غرفة عمليات " تحرير حلب " تعلن رسمياً عن تحرير قرية حندرات و التلال المحيطة بها ( فيديو )
غرفة عمليات " تحرير حلب " تعلن رسمياً عن تحرير قرية حندرات و التلال المحيطة بها ( فيديو ...


10-3-2015
لحظة تدمير الجيش الحر مدفعاً لقوات النظام بصاروخ " تاو " على قمة الشيخ محمد بريف اللاذقية ( فيديو )
لحظة تدمير الجيش الحر مدفعاً لقوات النظام بصاروخ " تاو " على قمة الشيخ محمد بريف اللاذقية ( ...


10-3-2015
إدلب : شهادات أهالي مخيم أطمة الحدودي حول سقوط ضحايا من المدنيين جراء قصف طائرات التحالف ( فيديو )
  إدلب : شهادات أهالي مخيم أطمة الحدودي حول سقوط ضحايا من المدنيين جراء قصف طائرات التحالف ( فيديو ...


10-3-2015
اللاذقية : قوات الأسد تواصل قصفها لجبل الأكراد و باير بوجاق وسط نزوح الأهالي
تواصل قوات النظام قصف جبل الأكراد ومنطقة باير بوجاق ذات الغالبية التركمانية، في ريف اللاذقية، وسط نزوح للأهالي.وشنت ...


10-3-2015
"يريد أن يكون مركز كل شيء" .. هيئة التنسيق تشن هجوماً عنيفاً على هيثم مناع وترجح أن يكون وراء بيان "المجهولين"
 شنت "هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي المعارضة" أمس الإثنين هجوماً لاذعاً على مؤسس تيار قمح هيثم مناع، ...


10-3-2015
محاولة هروب فاشلة لعدد من عناصر تنظيم " داعش " في ريف حلب تنتهي بمقتل نصفهم و أسر النصف الآخر !
قتل 9 عناصر من مسلحي تنظيم "داعش" قرب مدينة الباب في حلب، خلال اشتباكات بين مجموعتين من التنظيم ...


9-3-2015
تبادل لمختطفات وأسير بين مسلحي نبل والزهراء في ريف حلب وجبهة النصرة بوساطة كردية
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأحد إن عملية تبادل تمت بين جبهة النصرة ومسلحين موالين للنظام من ...


9-3-2015
تحضيرات نظامية لـ " معركة الربيع " على الحدود اللبنانية
     تتحضر قوات النظام وحلفاؤها لشن آخر الهجمات في القلمون الجنوبي، بريف دمشق الغربي، بهدف استعادة السيطرة على ...